في وقت غابت فيه الأحداث السياسية عن الساحة المحلية، بالتزامن مع الهدنة القائمة في الميدان السوري، شكل إعلان المديرية العامة للأمن العام، عن توقيف قاتل الشهيد في الجيش اللبناني عباس مدلج، الحدث الأبرز على مواقع التواصل الإجتماعي في الساعات الأخيرة، نظراً لما تركته عملية خطف العسكريين، من قبل الجماعات الإرهابية في جرود عرسال، من تداعيات على مختلف المستويات السياسية والأمنية على مدى أشهر طويلة.
على هذا الصعيد، شكل هذا الحدث منطلقاً لإعادة الواقع في بلدة عرسال البقاعية إلى الواجهة من جديد، من خلال طرح بعض المواطنين قضية تقاسم جبهة "النصرة" وتنظيم "داعش" على جرودها، ومن ثم المطالبة بالقيام بعملية عسكرية تعيدها إلى السيادة الوطنية، لكن هذا الجرح الكبير لم يمنع البعض من الإشارة إلى الإنقسام في التعامل مع مثل هذه الملفات، عبر القول: "لا تقلق يا ذباح الشهيد #عباس_مدلج فإن فرع المعلومات سوف ينقذك بأسرع وقت، #اجهزة_غب_الطلب"، و"#عباس_مدلج مممممم والله شي مهم أكيد سلم حالو القاتل بكون قال هيك أضمن شي بكرا بفلتوني"، بعد أن كانت بعض وسائل الإعلام قد تحدثت، قبل أيام، عن إطلاق الفرع والنيابة العامة إنتحارياً، أوقفه الأمن العام في وقت سابق قبل تفجير نفسه.
في السياق نفسه، كانت الدعوات إلى محاسبة الموقوف بأقصى العقوبات، من خلال طرح معادلة "وبَشِّر القاتل بالقتل ولَو بعد حين"، والتأكيد بأن دم الشهيد لن يذهب هدراً "#عباس_مدلج رحلت شهيداً ليبقى ريحان دمك النقي الطاهر عطر المقاومين والأحرار وأشرف الناس، وكما تعهد لن يذهب دمك هدراً"، بالإضافة إلى الإشارة إلى الدعم الذي تحظى به الجماعات المتطرفة من بعض القوى الإقليمية، "نعيش في وطن واحد مع اتباع السعودية وقطر، اللتين تدعمان النصرة و داعش، الله يرحم الشهداء"، من دون إهمال الموقف الذي مثله الشهيد مدلج، عبر التشديد على أننا "سنثأر لشموخك.. وأنت الذي ذبحوك و لم تنحن... عباس مدلج نم قرير العين"، و"لازم يحرقوا للقاتل البلا شرف الله يلعنك انت وكل أمثالك!!! #عباس_مدلج بطل من بلادي".
تجدر الإشارة إلى أن المديرية العامة للأمن العام، كانت قد أعلنت، صباح اليوم، عن إلقاء القبض على ذابح الجندي الشّهيد عباس مدلج وهو السّوري (ش. جنيد) (27 عاماً)، موضحة أن الموقوف "شارك أيضاً باغتيال المؤهل أوّل في فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي الشهيد زاهر عز الدين واستهدافه دوريات للجيش بعبوات ناسفة".
وفي حين كشفت أن الموقوف كان بصدد المشاركة برصد حواجز الجيش في عرسال، تمهيداً لمهاجمتها بعملية خاطفة بهدف اختطاف عسكريين، أشارت إلى أنه اعترف بانتمائه ومبايعته لتنظيم "داعش" الإرهابي، من خلال أحد الأمراء الشرعيين للتنظيم في منطقة القلمون وعرسال وجرودها، وهو السّوري (م. إدريس)، والملقب بـ"الوحش".